Al-NAJAH STUDENTS
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Al-NAJAH STUDENTS

ثقافي ترفيهي و من كلو
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نابلس تضبط إيقاع حياتها على ساعة السلطان عبد الحميد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حبيبو نابلس

حبيبو نابلس


عدد الرسائل : 1507
الموقع : نابلس
تاريخ التسجيل : 24/05/2008

نابلس تضبط إيقاع حياتها على ساعة السلطان عبد الحميد Empty
مُساهمةموضوع: نابلس تضبط إيقاع حياتها على ساعة السلطان عبد الحميد   نابلس تضبط إيقاع حياتها على ساعة السلطان عبد الحميد Emptyالأربعاء يونيو 18, 2008 7:07 am

نابلس تضبط إيقاع حياتها على ساعة السلطان عبد الحميد 7099926005

الثامنة صباحاً تماماً بتوقيت ساعة السلطان عبد الحميد الثاني السلطان الرابع والثلاثين من سلاطين الدولة العثمانية، الشمس تسطع على ساحة مرصوفة بالحجر المنقوش، وواجهات البنايات المحيطة ببرج الساعة في نابلس القديمة ترخي ظلالا تتحرك من أطراف هذه الساحة نحو عمقها بمقدار تحرك الشمس في كبد السماء، إنه الوقت الذي يعيد فيه فؤاد حلاوة ضبط إيقاع حياته كل يوم منذ ستين عاماً.

في العام الهجري 1318 بني في نابلس القديمة برج الساعة أحد أهم معالمها التاريخية الآن، بعد أن أهدى السلطان عبد الحميد المدينة ساعة ظلت أصوات أجراسها منذ ذلك الحين تدفع أهل المدينة لتنظيم مواقيت حياتهم اليومية على نحو بدا فيه سماع صوت الأجراس جزء أصيل من الحياة اليومية.

ومنذ ستين عاماً يسمع "المطعمجي" حلاوة الذي يبعد مطعمه عن البرج بضعة أمتار ذات الدقات من ذات أجراس الساعة، وبالنسبة له فإن هذه الساعة التاريخية التي صنعت في ألمانيا عام 1907 رمز المدينة وقلبها النابض.

فعلى رأس كل ساعة تدق الأجراس دقات يشير عددها إلى الساعة، وعند انتصاف الساعة تدق دقة واحدة، وهذه الدقات تخلف ايقاعاً يضاف سحره إلى سحر البلدة القديمة بأزقتها وطرقها الضيقة وأصوات باعتها.

ويرتبط إنشاء البرج ووضع الساعة في أعلاه بحقبة زمنية مميزة في تاريخ نابلس المليء بالأحداث.

ورجل مثل حلاوة (72 عاما) حافظا عن ظهر قلب حكايات كثيرة مليئة بالتفاصيل التي ترتبط أحداثها الاجتماعية بالسياسية التي حصلت في المدينة التي حكمتها بداية القرن الماضي عائلات معروفة بامتلاكها السلطة الاقتصادية والاجتماعية، يبدو معنيا كثير في الحديث عن كل تفاصيل الساعة التي هي محط اهتمام الكثيرين في حارته.

في باب الساحة لا تبدو الساعة مقياس تقليدي للزمن الذي يطوي ساعة بعد ساعة من عمر المدينة التي أنشأها الكنعانيون منذ آلاف السنين، إنما هي بداية لتأريخ مرحلة جديدة من تاريخ نابلس الموغل في القدم.

فبعد إنشاء الساعة بسنين سقطت الخلافة العثمانية ووقعت نابلس تحت الحكم الانجليزي، وهو بينما يحاول ان يربط بين إنشاء هذه الساعة وبين نهاية الحكم العثماني لبلاد الشام والتي شهدت الكثير من الأحداث والقلاقل، بسبب الجهل والفقر الذي كان سائداً ائنذاك وعانت منه نابلس مثلما عانت منه كل المنطقة التي أنهكها ضعف الدول.

يربط في الوقت ذاته بين الأحداث السياسية والاجتماعية التي نجمت عن ضعف الدولة العثمانية وحكمها المركزي.

لكن في واقع الحال يسجل التاريخ للسلطان عبد الحميد مقاومته لليهود الذين سعوا في ذلك الوقت للهجرة إلى فلسطين والتوطن فيها.

وفي بلد مثل فلسطين يحترم أصالة ثقافته ويقدر تاريخه يبدو رجل مثل حلاوة عايش مراحل حكم عديدة كارهاً إلى حد كبير لأي نظام حكم المدينة، وأشاع فيها الخراب بقصد أو بغير قصد.

لذلك فهو يرى ان نهاية الحكم العثماني الذي دشنت فيه هذه الساعة كان الخراب والجهل والخوف يميزها.

وتكالبت على نابلس الكثير من إنماط الحكم منذ عهد الكنعانيين الأوائل الذين بنوها وحتى إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية، وكل نمط من هذه الأنماط ترك علامة فارقة في تاريخها.

بيد أن منارة الساعة التي اتخذتها البلدية رمزا لها أجمل ما في هذه العلامات.

كان الأتراك يريدون التغطية على الجوع والتجهيل فبنوا منارات للساعات في نابلس، يافا، طرابلس والموصل وغيرها من المدن الكبيرة " قال حلاوة مشيرا إلى بناية مجاورة من طابقين استخدمها قائم مقام السلطان حامد شاكر فضلو الذي حكم نابلس ائنذاك واتخذ من بناية مطلة على باب الساحة مقرا له".

وقد استخدمت غرفة البرج السفلية في كثير من حقب الحكم مقرا للشرطة، وقد سميت المنطقة التي بنيت فيها منارة الساعة بباب السرايا كون بناياتها تضمنت وجود السراي الحكومي التركي، لكن التسمية ما لبثت وأن تغيرت بعد أن سقطت نابلس في يد الإنجليز عام 1918.

والمدينة التي يقطنها سكان من نسيج ديني مختلف مثل المسلمين والمسيحيين والسامريين تتألف من طرز معمارية مختلفة تظهر فيها منارة الساعة المكونة من أربعة طوابق مبنية من الحجر المنقوش الذي تحيطه أعمدة تعلوها تيجان كعنصر جمالي تاريخي متميز.

يقول كثيرون في باب الساحة أن البرج صمد بالرغم من كثير من الأحداث التي تداعت على المدينة.

وقد صمدت منارة الساعة اثر الزلزال العنيف الذي هز نابلس 1927. إلا أن باعة مجاورين يقولون أنه تم ترميم أحد أجزاءها العلوية التي سقطت بسبب هذا الزلزال.

ويجري يوميا تفقد الساعة وأجهزتها المختلفة من قبل الساعاتي عنان حميض "الميكانست" المختص بتفقد ضروسها منذ عشرين عاماً.

وقال حميض بينما كان يصعد درجات حديدية تقود إلى طوابق منارة الساعة طابقا بعد طابق لضبط الوقت بعدما تقدم ثلاث دقائق بسبب برودة الطقس، "إذا توقفت الساعة عن العمل لسبب ما فإنهم يهرعون إلى محلي لإصلاحها".

وهو بذلك يشير إلى كثير من سكان البلدة القديمة في نابلس الذين اعتادوا ضبط أوقاتهم كلما دقت الأجراس معلنة دخول ساعة جديدة إلى الزمن الذي لا يتوقف عن الحركة مثل ضروس هذه الساعة التي لا تتوقف أيضاً.

"الكل هنا يحس بأن هذه الساعة جزءا من حياته" أضاف بينما كان يشد حبالا مشدودة إلى الأسفل بثقلين معدنين ثقيلين يرتفعان وينخفضان لتحريك الضروس التي تحرك الزمن بانتظام.

يعتقد الرجل الذي يعرف تفاصيل بناء المنارة وعمل الساعة من الألف إلى الياء أن لا ساعة مشابهة لساعة باب السلطان عبد الحميد في باب الساحة بالرغم أن بلدية نابلس اقامت واحدة شبيهة لها وسط المدينة تعمل بالكهرباء لكنها ما لبثت وأن توقفت بعد فترة من الزمن.

عندما تدق ساعة باب الساحة كانت نابلس بكل ما فيها من ضجيج معتاد تصمت لحين. وتطغى أصوات رنين جرسها المعلق في الطوابق العلوية من المنارة على كل صوت. وقال حلاوة "عندما تدق الساعة اشعر أن نابلس حية وبخير".

ويمكن سمع صدى الصوت في أوقات الهدوء في أجزاء مختلفة من نابلس التي تترامي حاراتها الحديثة على مساحات واسعة. من الطابق العلوي للمنارة يمكن مشاهدة أجزاء واسعة من نابلس بطابعها المعماري العتيق في البلدة القديمة والحديثة التي تنتصب على سفوح جبلي عيبال وجرزيم.

تبدو المدينة بمآذن مساجدها الكثيرة وصباحها الرائق جميلة تأخذ الألباب، وتبدو ساعتها أجمل ما فيها وهي تشرف على قباب منازلها القديمة المعقودة التي توحي بالأجواء السلطانية العثمانية.


م ن ق و ل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://najah-student.yoo7.com/profile.forum?mode=edit
 
نابلس تضبط إيقاع حياتها على ساعة السلطان عبد الحميد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Al-NAJAH STUDENTS :: منوعات ثقافيه :: فلسطينيات-
انتقل الى: